abo abrheem
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صة قصيرة .. الارض ما يحرثها إلا عجولها

اذهب الى الأسفل

صة قصيرة .. الارض ما يحرثها إلا عجولها  Empty صة قصيرة .. الارض ما يحرثها إلا عجولها

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يونيو 20, 2014 2:46 pm

صة قصيرة .. الارض ما يحرثها إلا عجولها

جلس صباحا كا عادته بعد تقاعد من عمله بعد طول عناء منذ عرفت عيونه الدنيا وهو وجيله كابدوا طعم الهجرة والابتعاد عن الاهل والوطن وفقدان الاعزة مرت في ذاكرته كيف ترك اخوه وهو جريح ولم يستطيع والده ان يحمله على ظهر الحمار الذي كان يملكه والذي عليه اخواته الصغار الذين لم يكن يقدرون على السير وفوق ذلك بعض الفرش من اغطية وبعض مواد التموين , لقد وازن ابيه ان يفقد واحدا ام يفقد الاسرة بأكملها يا لها من لحظة صعبة , ترك الاخ الاكبر بجوار شجرة كبيرة من اشجار الخروب على تل من الرمال الاصفر لعله يعود الاب اليه بعد ان يؤمن الاسرة . تذكر بأن الوالد عاد الى المكان ولكن لم يجده فحمد الله على انه لم يمت ولم تأكله الضباع التي كانت تعيش بين المزارع والقرى . ولكن فضل سؤال معلق عند الجميع اين هو الان وماذا حدث له ؟ جلس في بلكونة بيته وأمامه فنجانا من القهوة وبيده سيجارة مشتعلة كان  يأخذ منها نفسا وثم يتبعه  برشفة من فنجان القهوة وهو يتأمل المارة  من أمام بيته , وجواره مذياعا قديما ولكنه يتكلم ويذيع بعض الموسيقى والأناشيد الوطنية .. فجئه توقفت الموسيقى وانطلق صوت المذيع ليقول : جاءنا ما يلي : قوات اسرائيلية تتقدم نحو السلك الشائك قرب المقبرة الشرقية ورجال المقاومة البواسل يتصدون لها , وتسمع اصوات انفجارات وقذائف مدفعية متبادلة .. قال : يا ستار استر ..اللهم احفظ المقاومة .. ورد العدوان  ازدادت اصوات القذائف وقد سمع اصوات تحرك الاليات حربية تحاول الدخول , نهض من مكانه واتجه نحو التلفاز حتى يرى ما هي الاحداث التي يمر بها القطاع , ولكن تم قطع الكهرباء عن مدينة غزة وتوقفت الحركة في شوارعها ولم يتحرك في شوارعها  الداخلية  إلا بعض الشباب المقنعين وهم يحملون اسلحتهم  المختلفة .. جاءت اليه ابنته الصغرى وهي تبكي .. حينها تذكر يوم ما كان الحرب في قريته وكم من طفل نرك وكم جريح اهمل حتى يموت بجراحه .. قال لابنته: لا تخاف يا بنيتي لم نترك هذا البيت حتى لو هدم  على رؤوسنا .. الواحد بيغلط  مرة واحده ..واحتضن ابنته .. فشعرت الابنة بالأمان ووقفت عن البكاء .. وعادت الذاكرة لأخوه الاكبر الذي ترك وهو جريح  .. وبكت عيناه فتدحرجت منها بعض القطرات الساخنة على ايدي ابنته .. نظرت اليه باستغراب .. لم ترى والدها يوما تدمع عينيه ..فسألت والدها في براءة : انت خائف يا ابي .. مثلي .. تبسم الوالد لها وقال : لا يا بنيتي .. انت  لا تعرفين شيئا .. لقد تذكرت عمك .. قالت البنت : عمي .. وهل لي عم اخر ؟  قال لها : نعم لما كنا في قريتنا وحصل الحرب علينا .. ذهب عمك مع الثوار لكي يدافع عن القرية .. ولكنه اصيب ولم يستطيع الحركة .. فتركه جدك تحت شجرة الخروب .. على امل ان يعود اليه بعد ان يوصلنى الى غزة .. فقالت البنت في براءة : وأنت يا ابي .. ستتركني .. حضنها بقوة وقال : تذهب روحي من جسدي قبل ان اترك هذه الارض او واحدا منكم .. لم نعد نصدق العرب .. قالت البنت : العرب .. قال لها : ايوه العرب .. قالت : ومال العرب ومالنا .. قال لها : لقد خدعونا وغشونا بعد ان سلمناهم سلاحنا .. قالوا : احنا راح نطرد اليهود من فلسطين مش من قريتكم .. بس اتركوها وبعدين راح تعودوا الها .. سمعنا كلامهم وتركناها .. وها انت ترين اين نحن . لن تعود هديك الايام ثاني بانت الخيانة .. ونكشف وجههم القبيح .. والمثل بيقول يا بنيتي الارض ما يحرثها الا عجولها .. وإحنا عجول هدي الارض .. ترك ابنته واتجه الى خزانة الملابس واخرج منها لفافة من القماش واذا بها بندقية من البنادق القديمة واخرج بعض حبات من الرصاص .. ونادى على زوجته ,, جاءت اليه مسرعة فقال لها : يا بهية .. هدول الاولاد امانه في عنقك .. وتركهم وانصرف دون السماع للإجابة .  
تمت بحمد الله
                                                         تاليف
المهندس عيد اسماعيل ابراهيم زنداح
20 /6 / 2014

Admin
Admin

عدد المساهمات : 109
تاريخ التسجيل : 10/05/2014

https://aeed.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى